تاريخ نشأة الإمارات العربية المتحدة: من الاتحاد وحتى الازدهار
لا يوجد مجال للشك أن الإمارات العربية المتحدة حققت تجربة غابت عن معظم البلاد العربية، فقد استطاعت في فترة زمنية قياسية ان تنتقل من البداوة الحضارية على مستوى البناء الى طريقة عيش يُصنف من الأكثر رفاهية حول العالم ومستوى تقدم وثراء وصل أن سيارة الشرطة الخاصة بالدوريات؛ لامبورجيني.
لذا لابد أن نتحدث عن تاريخ نشأة الإمارات العربية المتحدة: من الاتحاد حتى الازدهار، وكيف كان الاتحاد مقدمة لنهضة اقتصادية مذهلة.
حيث تتربع على قمة العالم في الجذب السياحي والذكاء هنا معرفة الامارات لإمكانياتها فالسياحة الأثرية لا تجدي بالشكل المطلوب فالمنطقة لا تحوي ما يكفي من التاريخ الحجري الذي يجعلها مزار سياحي لكن في مجال السياحة الترفيهية فقد حققت المعجزة بأطول برج في العالم وأكبر مول في العالم وأسطول طيران هو الأكثر رفاهية وجودة خدمة على مستوى الكرة الأرضية.
الاتحاد: من النضال ضد المستعمر حتى تحقيق الوحدة
بعد انتهاء الاحتلال البريطاني في عام 1968م حيث قررت المملكة العظمي أن تنسحب من جميع مستعمراتها في الشرق الأوسط؛ أتت فكرة الاتحاد بين الامارات المتفرقة على طول الخليج والدعوة وجهت أيضا الى قطر والبحرين غير أنها لم تفلح وفي 18-2-1968م تم الاجتماع بين الشيخين: راشد بن سعيد آل مكتوم وزايد بن سلطان آل نهيان ليتم طرح فكرة الاتحاد والعمل على تنفيذها.
سبق أن ذكرنا انسحاب قطر والبحرين من مشروع الاتحاد لكن الشيخين قررا المُضي قدما في الفكرة وقاما بتكليف عدي البيطار لصياغة دستور يحدد المهام الموكلة لكل إمارة والخطوط العريضة الحاكمة للدولة ككل وتم تأسيس الإمارات العربية المتحدة وآخذت هذا المسمى حيث تضم سبع إمارات تأتي بالترتيب: أبوظبي- دبي- عجمان- الشارقة- رأس الخيمة- أم القيوين- الفجيرة.
وتم الاتفاق أن يرأس حاكم إمارة أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ الدولة وينوب عنه حاكم إمارة دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتُسند رئاسة الوزراء الى الشيخ مكتوم بن رائد آل مكتوم، ومع جدية الإمارات ورؤيتها الطموحة انضمت الى جامعة الدول العربية في 6-12-1971م، وفي التاسع من هذا الشهر تم انضمامها الى منظمة الأمم المتحدة.
محاولة الإنقلاب
حين نتحدث عن تاريخ نشأة الإمارات العربية المتحدة: من الاتحاد الى الازدهار لابد من ذكر أنها مرت بفترة توتر لكن الاتحاد استطاع السيطرة عليها وتأكيد قوة الاتحاد حيث في يناير 1972م حاول الشيخ صقر بن سلطان القاسمي وهو حاكم الشارقة وقتها أن ينقلب على الحكومة الاتحادية لكن فشلت المحاولة وبدأت الإمارات العربية المتحدة رحلة الصعود نحو المدنية والحضارة بسرعة مذهله وهذا إن دل فإنما يدل على مدى ذكاء الشيوخ المؤسسين وبُعد نظرهم حيث أثبتت الإمارات للعالم أنها ثقل اقتصادي مهم على المستوى الدولي.
الازدهار: عوامل عدة توفرت وأولها الطموح
الغطاء النباتي والحيواني في الإمارات العربية المتحدة هو غطاء فقير شأن المنطقة ككل فالأرض صحراوية ونادرة المياه العذبة ولكن هذا لم يمنع أن تلعب الامارت دورها في المحافظة على هذا الغطاء بل وسن القوانين لحمايته حيث تشتهر بأنها ارض المها العربية هذا الحيوان الشبيه بالغزال والمحافظة على حيوان الفهد، أما عن سواحل الإمارات العربية المتحدة فهي غنية بشكل معقول بأسماك الماكريل والتونة وبعض أسماك القرش.
لذا عند الحديث عن تاريخ نشأة الإمارات العربية المتحدة: من الاتحاد حتى الازدهار وجب ان نضع في اعتبارنا على مستوى النهضة أن ثروات الدولة الحديثة لم تعتمد على الزراعة أو غنى الأرض بالمعادن لكن الأرض غنية بالنفط حيث المخزون السابع على مستوى العالم.
لكن ادارة الدولة من الذكاء بحيث لم تعتمد الاعتماد الكلي على النفط لأن النفط طاقة غير دائمة لذا لابد من وجود بدائل تُساعد في الاستمرار على خارطة العالم وهذا أمر لابد ان تحتذيه الدول البترولية الأخرى وليس الأخذ بمبدأ "احييني النهرده وموتني بكره" على رأي المثل المصري، لأن هذا من شأنه أن يترك الأجيال القادمة في معاناة ونوستالجيا الأجداد.
لذا حتى في مجال النفط أصبحت الامارات رغم أنها تُصدر كمية كبيرة على هيئة النفط الخام لكنها أنشئت المصانع التي تعني بالمنتجات النفطية ومع اكتشاف الغز دخلت الامارت في مرحلة تصدير وضخ الغاز للبيوت ولا ننسى أن احتياطي الغاز في الإمارات العربية المتحدة يعتبر جيد حيث يزيد عن 5 آلاف مليار متر مكعب.
الصناعة والسياحة
نهضت بعد ذلك الإمارات العربية المتحدة بسرعة مذهلة في مجالات عديدة وبدأت تنظر للمستقبل بشكل أفضل حيث الطاقة النظيفة والمتجددة ممثلة في الطاقة الشمسية ومحطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء كما أن مجال السياحة الترفيهية أصبح المجال الأبرز في الإمارات العربية المتحدة حيث أصبحت من الوجهات العالمية بشكل جعلها تتربع بدون منازع على قائمة الدول الثرية في العالم بشكل يجعل من تجربة الإمارات تجربة لابد أن تُدرس للإستفادة من الإنسان والموارد والطبيعة.
Komentar